إبداع المدينة و مدينة الإبداع
مصنف فى :مقالاتالكويت تعاني من العديد من المشاكل البيئية و الحضرية و التي تفاقمت نتيجة لتراكمات من سنين الإهمال و الحلول المؤقته و القرارات الخاطئة. و لكي نتمكن من الخروج من دوامة الانحدار نحن بحاجة للإيجاد بيئة حضرية تحفز الابداع، كما نحتاج لإبداع يخلق بيئة حضرية ناجحة تنقل الكويت لمرحلة جديدة و تضعها على خارطة الأماكن المميزة.
مازال الكويتيون يتألمون على المكانه المرموقه التي وصلتها الكويت في فترات الستينات و السبعينات و الثمانينات، و يتحسرون على الحال المأسوي الذي وصلوا إليه لا سيما بالمقارنة مع مدن الخليج الجارة و التي تعيش فترات نهضة ملحوظه. و لكن أين الخلل؟
بداية، الكويت ما زالت تعتمد على فريق قيادي مترهدل، فمعايير الحصول على المراكز القيادية في البلاد تخضع في أغلب الأحيان إلى عامل الأقدمية و التدرج الوظيفي التقليدي، و هو نموذج أثبت فشله، إذ أوصل لنا مجموعه من القيادات البليدة التي لا تسعى للتطوير أو التغيير و لا تريد أن تحدث أي ضجيج يلفت لها الأنظار و يعرضها لخطر الخلع. و إذا واصلنا الاعتماد على هذا النموذج التقليدي في تعيين القياديين، فمما لا شك فيه أننا لن نحصل على نتائج مختلفة.
الكويت تمكنت من التقدم و الازدهار بفضل الجرأة في تقديم حلول ابداعية، لم تماشي بالضرورة مع أهواء عامة الشعب و لكنها دفعت بهم بشكل تدريجي نحو التغيير. فعلى سبيل المثال تمكن المخطط من تقديم نموذج المنزل الغربي بديلاً عن العربي ذو الفناء الداخلي، و لم يتمر سنوات قليلة حتى أصبح النموذج المضل للغالبية العظمى من الشعب. ثم جاءت تجربة الصوابر و التي استعانت بأحد أفضل المصممين العالميين في ذلك الوقت (Arthur Charles Erickson)، و قدمت النموذج يشجع العوائل الكويتية على العيش في وسط المدينة في مجمع سكني ذو كثافة عالية، و على الرغم تصميمه الذي راعى طبيعة الأسرة الكويتية إلا أن العديد من العوامل الإدارية و الأخطاء المتراكمة أدت إلى الوضع السيئ الذي ننراه عليه اليوم.
و يبقى السئوال الصعب هو كيف نخرج من دوامة النمطية و الحلول التقليدية و الخوف من التغيير. و كيف نعمل على تشجيع الإبداع و استقطاب المبدعين و توظيف مهاراتهم؟