الرئيسية » مقالات / الإسكـــان … و حريق الصــوابر

الإسكـــان … و حريق الصــوابر

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬881 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 7 نوفمبر 2012

حادث الحريق الذي وقع في مجمع الصوابر أحد أكبر المجمعات السكنية في مدينة الكويت ، و أدى لوقوع إصابات مؤلمة و أضرار بالغة للمتلكات، أعاد النقاش إلى الواجهة حول مدى ملائمة السكن في مدينة الكويت و طبيعة الحلول الاسكانية ذات الكثافة العالية.

و يجدر بنا ككويتيين العناية بالمشكلة الإسكانية كما يجدر بنا الإهتمام الخاص بتوفير السكن ضمن حدود مدينة الكويت العاصمة. حيث أن عاصمتنا تعاني من مشاكل عمرانية عدة، كما تعاني من خلل واضح في توازن توزيع إستعمالات الأراضي و في توفير المساحات الإسكانية للكويتيين و لغير الكويتين. و الفشل في تحقيق هذا التوزان أدى على مر السنين إلى نشوء العديد من المشاكل و من أهمها تفاقم مشكلة الإزدحام المروري.

يجب أن نسعى إلى توفير فرص سكن للكويتيين داخل حدود مدينة الكويت بغض النظر عن نوعه و شكله. و إن كنا نرى أن مشروع الصوابر كتجربة لم يكن ملائماً، فيجب علينا أن ندرسه و نحلل أسباب فشله بشكل دقيق. و لا شيئ غير الدراسة العلمية و المتجردة سيقودنا إلى إيجاد حلول بديلة تحقق نجاحاً في إسكان الكويتين ضمن حدود عاصمتنا.

فمن غير المقبول أن تخلو مدينتنا من المواطنين، فنحن بحاجة للإبقاء على جيل يشعر بالإنتماء لهذه البقعة الغالية من أرض الوطن. إننا بحاجة فعلاً أن نرى العوائل الكويتية برجالها و نسائها و شيوخها و أطفالها تشغل شوارع و ساحات العاصمة طوال ساعات النهار و الليل. كما أن سكن المواطنين في العاصمة يعطيها هوية محليه تعمل على إثرائها و تحسين صورتها للزوار و المقيمين.

أما العمالة المنخفضة الدخل، فهي الأخرى تعاني من التجاهل و الإهمال. فها هي المدينة تتطور و تنمو دون النظر بتوفير سكن كريم و ملائم لأحد أكبر الشرائح المقيمة في مدينة الكويت العاصمة. إن العماله المنخفضة الدخل تشكل نسبة كبيرة من العمالة المنتجة في العاصمة، و من المؤسف فإن غالبيتها تسكن في أماكن غير مهيئة للسكن و تحت ظروف تزاحم كبير حتى أنه يصل في بعض الأحيان إلى مشاركة تسعة أفراد في غرفة واحدة.

تسكن فئة كبيرة من العمالة المنخفضة التكاليف في منطقة المقوع الشرقي أو في البنايات القديمة الواقعة على الشوارع التجارية، إلا أن قوانين البناء الجديدة و التي حفزت المستثمرين إلى الهدم و أعادة البناء أدت إلى لجوء العديد منهم للسكن خارج المدينة أو اللجوء إلى بعض المساكن المتهالكة ضمن العاصمة و دفع إيجارات أعلى.

و لذا فإننا مسئولون إنسانياً عن توفير بدائل مناسبه لسكن العمالة منخفضة الدخل داخل حدود مدينة الكويت، مما له فوائد عديدة و منها تخفيض الإزدحام المروري الناتج عن تضخم حركة القادمين للمدينة صباحاً و المغادرين في نهاية أوقات العمل. كما أن توفير البدائل الإسكانية الملائمة سيحسن من مستويات الأمن و السلامة و مكافحة الجريمة و فوائد أخرى لا يسع المجال لذكرها.

+ وسوم الموضوع :

إكتب تعليقك