الكويت دولة صغيرة و غنية و لذا هل يعد  الحديث عن التنمية بها ظرفاً من الرفاة؟ أم أن الموضوع ذو أهمية و يستدعي الاهتمام؟
بداية لكي نتمكن من الخوض في موضوع التنمية العمرانية علينا أن تعرف التنمية بشكل عام، خاصة و أنها غدت كلمة دارجة و مستهلكة حتى فقدت الكثير من معناها.
هناك الكثير من التعاريف و المعاني حول مفهوم التنمية و منها ما أورده السيد عبد الرحيم العطري في مقاله،
“التنمية هي نوع من التغيير الذي يستهدف البيئة من حيث التهيئة و التجهيزات و كذا المعارف و الاتجاهات و الممارسات”1
و لكن بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من المفاهيم التي باتت لصيقة بمفهوم التنمية بشكل عام و التي تعد ذات علاقة مباشرة بموضوع التنمية العمارنية. و على سبيل المثال:

التنمية المستدامة :  ” بأن التنمية المستدامة هي تصور تنموي شامل يعمد إلى تقوية مختلف المجالات المجتمعية بما فيها الاقتصادية و البيئية ، فهي استثمار لكل الموارد من أجل الإنسان “1
“التنمية التشاركية : تتأسس هذه التنمية على المقاربة التشاركية ، ذلك أن المبدأ المركزي في هذه التنمية هو تقاسم المعرفة و سلطة اتخاذ القرار ، و هذا يعني أن نجاح هذه التنمية رهين بتوفر المناخ الديموقراطي و الدور الفاعل للمنظمات المحلية و حياد الإدارة و احترام الحقوق الفردية .”1
التنمية المحلية : “هذه التنمية تعتمد على تفعيل كل الموارد بمجتمع محلي ما  باعتبار هذه الموارد و المؤهلات المحلية فاعلا مهما في صناعة التغيير و ضمان استمراريته أيضا، كما تنبني على استراتيجية العمل من الأسفل ، و أن العمل القاعدي ضرورة قصوى لتحقيق التنمية “.1
و انطلاقاً من التعاريف السابقة يمكننا القول أن التنمية العمرانية في دولة الكويت يجب أن تستند على مجوعة من الدعائم لكي تحقق النتائج المرجوة منها. فبداية يجب أن تكون  متكاملة و مستدامة تراعي كافة الجوانب الإنسانية و البيئية. كما أنها يجب أن تكون ديمقراطية و تسعى إلى إشراك أكبر شريحة ممكنة من شرائح المجتمع لكي تحقق أهدافها المرجوة. كما أنها يجب أن تنبع من فكر محلي يسعى إلى وضع أهداف نابعة من المجتمع و حلول موجه إليه و مبينة على خواصه المميزه. فهي بمعنى آخر ليست تنمية مبنية على مناهج و حلول مستوردة من الخارج و مفروضة عليه  بشكل قسري.
أما بخصوص التنمية العمرانية في الكويت فإن الموضوع ذو أهمية خاصة و يتطلب الكثير من البحث و التطوير و لكن أي تنكية عمرانية في الكويت يجب أن تحقق بعض الأهداف الرئيسية و منها:

• تحقيق التوزيع و الاستعمال الأمثل للأراضي و المباني.
• توظيف البيئة العمرانية لتشجيع إنشاء و تنمية الأعمال التجارية و الصناعات.
• خلق بيئة عمرانية جذابة و ملائمة للمواطينين و المقيمين على أرض الكويت.
• استمرار تنمية و توفير الاسكان المناسب لجميع فئات المجتمع لكونه العنصر الأساسي لراحة الأنسان و نجاحه الاجتماعي و العملي.
• توفير و تنمية الخدمات الاجتماعية ضمن البيئة العمرانية لكونها عنصراً مكملاً لرفاة المجتمع.

و سيتم التطرق لمختلف الأفكار الواردة في هذه التدوينة مستقبلاً للتعليق و معالجة مختلف القضايا المتعلقة بالتنمية العمرانية في دولة الكويت.

_______________________________________________________________________________________________________

1. كتبهاعبد الرحيم العطري ، في 3 فبراير 2007 على : http://aelatri.maktoobblog.com.