الســـكن … بدائــــل
مصنف فى :مقالاتاستكمالا لموضوع التدوينة السابقة و التفكير في موضوع الكثافة السكانية و طبيعة المناطق السكنية. و التطرق للمشكلة المتمثلة في ارتفاع اسعار العقار و عجز الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها بتوفير سكن لكل أسرة كويتية و وصول اعداد منتظري السكن الحكومي إلى ما يفوق 100,000 طلب.
و لكي نخرج من هذه الأزمة يجب أن نوفر حلولاً غير تقليدية و أن نقنع الناس بضرورة القبول بنماذج للسكن غير البيت الكويتي التقليدي الذي يقع على قسيمة بمساحة 400 متر مربع.
إن قوانين البناء الحالية لا تتطرق إلا إلى نموذجين من نماذج السكن، الأول السكن الخاص و الثاني السكن الاستثماري.
و بحسب تعريف بلدية الكويت فإن مناطق السكن الخاص:
” هي المناطق خفيفة الكثافة المخصصة لسكن عائلة واحدة، و التي أقامتها الافراد أو القطاع الخاص باستخدام تصاميم معمارية مختلفة باختلاف المالك، و لا يسمح بأي استعمالات أخرى بخلاف السكن الخاص”.
” يسمح لصاحب العلاقة بحرية التصميم لعقاره و عمل شقتين لصاحب العلاقة في الدور الأخير فقط على أن يكون المنزل غير إلى شقق في الأدوار الأخرى و يتم تصميمها كوحدة واحدة”
و بحسب تعريف بلدية الكويت فإن المباني المقامة ضمن مناطق السكن الاستثماري:
” يقصد بالمبنى المخصص للسكن الاستثماري ذلك المبنى المكون من عدة وحدات سكنية (شقق – فلل – دوبليكس – استوديوهات) و التي تستعمل للإيجار أو التمليك بجميع مناطق الكويت”
إن ما يعنينا هنا هي مناطق السكن الخاص المخصصة للكويتيين، حيث أن توفير السكن لهم هو المشكلة و شراء السكن للأسرة الكويتية أصبح عبئاً مالياً ثقيلاً مع ندرة الأراضي و استمرار ارتفاع الأسعار بشكل جنوني !!!
إن رفع الكثافة السكانية و القبول بحلول اسكانية تختلف عن ما هو متعارف عليه و القبول بأنماط مختلفة للسكن الخاص عن السكن الخاص المنفصل و منها:
1. التاون هاوس Townhouse: و هي وحدات سكنية لعائلة واحدة و متلاصقة مع وحدات أخرى و تقع على قسيمة واحدة.
2. البيوت المصفوفة Row house : و حدة سكنية مخصصة لسكن عائلة واحدة و مبنية بشكل متلاصق و تحدها حدود ملكية القسيمة.
و قد إقيمت وحدات مثل هذا النوع في بعض المناطق في الكويت بما يعرف ببيوت الدخل المحدود.
3. الدوبليكس: مبنى يضم وحدتين سكنيتين مقامة على قسيمة واحدة، عادة تقسم بشكل رأسي.
و من الملاحظ أن نظام البناء الحالي يسمح بهذا الحل و لو بشكل غير مباشر! فهو يعتبر أن الشقتين المسموح بهما في الطابق العلوي للسكن مخصصة لاستخدام صاحب العقار! إلا أن ما هو معلوم أنه في الواقع يتم تأجيرها لأسر كويتية و في في بعض الاحيان تستغل للأسر الممتدة.
4. و حدات السكن و العمل: و تعني المبنى المخصص للاستعمال السكني و التجاري، و حيث يعد الاستخدام السكني ثانوياً للعقار.
و يعد هذا الخيار حديثاً نوعاً ما، إلا أنه أثبت نجاحاً كبيراً في بعض المدن. و له العديد من الفوائد و منها تشجيع قيام أنواع مختلفة من الأعمال، و تسهيل إقامة الأعمال الصغيرة لذوي رؤوس الأموال المحدودة. كما أن له فوائد بيئية تعني بتخفيض استخدام الطرق و تقليل الزحام. كما أنه يمكن أرباب الأسر (الأب و الأم) من العمل من مكان قريب من المنزل يمكنهم من التواجد بشكل دائم قرب الأطفال.
أياً من الحلول السابقة، متى ما صممت بشكل جيد و اقيمت ضمن مناطق سكنية عالية الجودة ستكون جاذبة و ستجد من يقبل عليها من الأسر الكويتية، و ستساهم بشكل ما في حل الأزمة السكنية و ربما حل مشاكل أخرى.