برج دبي … أبراج الخليج و حلم التنمية
مصنف فى :مقالاتإن افتتاح برج دبي يوم الاثنين 4 يناير 2010م يعد حدثاً تاريخياً ليس لدبي فحسب، بل لدول الخليج ككل. فخلال السنوات العشر الماضية قادت دبي ركب النمو العمراني و قدمت نموذجاً إقتصادياً بدا جذاباً لاقتصاديات دول المنطقة. و خلال الفترة السابقة و مع تتابع النجاحات و تضخم الأسواق و تحقيق النتائج المجزية كانت الأصوات الناقدة لا تكاد تسمع بل و لم يراد لها أن تتكلم.
أن برج دبي له دلالات عديده، فهو ليس ذلك البناء الطويل فحسب و هو ليس مكاتب و شقق و فندق و أسواق … إنه قبل كل هذا و ذاك فكرة … و نظرة لوضع دبي على خارطة العالم دائماً كسبّاقة بالأطول و الأكبر و الأرخص و الأغلى و الأسرع و إلى آخره من الأرقام القياسية التي تدعم جهود التسويق و مساعي التضخيم. علينا أن ندرك أن البناء بحد ذاتع ليس صناعه. و التسويق بلا إقتصاد يسنده ليس مهنه.
و لكن و بعد أن سعت معظم مدن الخليج لنسخ التجربة الإماراتية و توالت في تنفيذ الأبراج الشاهقة و الجزر الصناعية و المدن الورقية (كمدينة الحرير و مدينة الاعلام و المدينة الرياضية و المدينة الطبية و مدينة الموارد و إلخ). علينا أن نتسآئل ماذا ربحت دبي ؟ و ماذا ربح الخليج ؟
لقد إكتملت المشاريع و لمم المهندسون الأوربيون أوراقهم و عادوا إلى غربهم و جمع البناءون الصينيون معداتهم و رجعوا إلي شرقهم. فماذا بقى لنا ؟ الحقيقة أنه خلال السنوات العشر الماضية بنينا مشاريعاً و لم نبن مدناً و شيدنا صروحاً و لم نعتني بالإنسان. أنجزنا أبراجاً عالية و مساكن فارهة و ما زلنا نعاني من أزمة سكن. و ما زال العديدون في دول الخليج يفتقرون إلى أبسط الحقوق الإنسانية. ألم يأن لنا أن نبث عن قيمة التنمية الحقيقية و أن نسعى أن نؤسس لهوية مناسبة لنا لمواجهة تحديات القرن الواحد العشرون.