من الصفاة … إلى التغيير
مصنف فى :مقالاتما جرى يوم الثلاثاء الموافق 8/مارس يدل مرة أخرى على أهمية المكان العام و دوره في صناعة الرأي العام. إن الثوارت المتلاحقة التي جرت في الوطن العربي و قبله في العالم أجمع تؤكد على دلالة الأماكن العامة من ساحات و ميادين و شوارع.
يجب أن نقر أن هناك صراع على المكان العام، صراع لاحتلاله و و الإستيلاء عليه و صراع لتجريده من قيمته الحقيقية و معناه. لقد تابعنا بحرص شديد تردد الجهات الرسمية من الموافقة او رفض إقامة تجمع المعارضة في ساحة الصفاة و التي تعد قلب مدينة الكويتي التاريخي.
و تألمت حين رأيت أن الساحه حوصرت تماماً وبذلت الحكومة مجهود كبير للحيلولة دون اقامة التجمع فيها. لم تمنع الحكومة المعارضة من التجمهر و إنما أصرت أن يكون التجمع في مكان آخر. فقد سمحت وزارة الداخلية بإقامة التجمع في الساحه الواقعه مقابل سوق التجار و المواجهة لمجلس الوزراء على شارع الخليج العربي. و سرعان ما اطلق عليها الشباب اسم (ساحة التغيير).
كتب الدكتورًعبيد الوسمي بهذا الخصوص: بأن “ساحة الصفاة تعتبر ميداناً عاماً بهذه الصفه فإن للكافة حق إرتيادها بإعتبارها مرفقاً عاماً و لذلك فإن طبيعتها كميدان عام تتعارض مع واقع إغلاقها بقرار إداري لأن في ذلك تعدي صريح على إختصاصات مجلس الأمة لأن إنشاء المرافق العامه وتعديل نظامها القانوني لا يكون إلا بقانون”
و كتب المحامي محمد عبد القادر الجاسم “تكمن أهمية الاجتماع العام الذي نظمته القوى الشبابية يوم أمس الثلاثاء في كونه حصل على اعتراف السلطة “مجددا” بشرعية الاجتماعات العامة في الساحات العامة”
كانت ولا زالت الاماكن العامه مواقع ذات دلالات عظيمه. منها تستمد الشرعية وفيها يصنع الحدث ومنها ينقل الخبر و منها تؤخذ الصورة. لها وقعٌ في الذاكرة و لها قيمة إنسانية كبيرة في قلوب الشعوب. مواقع محدده ترسم لنا صورة بلد و تحكي لنا ثقافة البشر و تروي لنا قصص التاريخ.