الرئيسية » مقالات / جسر جابر … من الكويت إلى الــ لا مكـــان

جسر جابر … من الكويت إلى الــ لا مكـــان

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬806 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 15 نوفمبر 2012

جسر جابر مشروع عملاق سيغير وجه الكويت، بطول 37 كم يربط مدينة الكويت بمدينة الصبية الواقعة بالشمال و تم ترسية المناقصة على شركة هايونداي الكورية بقيمة إجمالية تبلغ 2.6 بليون دولار.

يهدف المشروع إلى خلق اتصال مباشر بين مدينة الكويت و مدينة الصبية (مدينة الحرير) و تخفيض زمن الرحلة من و إلى مدينة الكويت و ضواحيها.

 فعلى الرغم من كون مدينة الصبية مخصصة لتستوعب ما لا يقل عن ثلاثون ألف نسمة، إلا إن الحكومة لم تستطع تصور إنشاء مدينة مستقلة قادرة على توفير فرص العمل لساكنيها و خدمتهم بكافة المرافق التعليمية و الصحية و الإدارية دون الحاجة للاعتماد على مدينة الكويت و ضواحيها و مرافقها التي بلغت طاقاتها الاستيعابية القصوى منذ زمن بعيد.

ثم إنه من المستغرب جداً، أن يتم بناء الجسر قبل المدينة، كيف نستثمر كل هذه الأموال و الجهود لإنشاء جسر يأخذنا إلى صحراء … ماذا لو لم تنشأ المدينة ؟ … ماذا لو حال دون إنشائها ظرف أقليمي طارئ ؟ ماذا لو لم يرغب بها المواطنون ؟ كلها أسئلة بحاجة إلى إجابات ؟

بالإضافة لكل ذلك، ألم يخطر ببال صاحب القرار أن شبكات الطرق للمنطقة الحضرية الحالية قد بلغت ذروتها، أوليست مظاهر الزحام الشديد كافية للتفكير مراراً قبل العزم على إقامة جسر تتدفق من خلاله آلاف السيارات يومياً مما سيقود لآثار سلبية جسيمة.

من غير الملائم أن نتجاهل الجوانب البيئية و نحن في القرن الواحد و العشرين. و من غير المقبول أن نتساهل في دراسة مشروع سيقسم جون الكويت إلى شطرين. إن جون الكويت يعد أحد أهم موارد الحياة البحرية لدولة الكويت و  قد كان أحد أهم مصادر العيش للأجداد على مر السنين. من حقنا أن نتسائل عن تأثير الجسر على بيئتنا البحرية و على حركة دوران المياه و على الأسماك و الروبيان و الشعاب المرجانية و السلاحف و الطيور و غيرها. هل تمت المفاضلة بين الفوائد التي ستجنى من الجسر و الثمن البيئي الذي سندفعه و تدفعه الأجيال القادمة ؟

ثم و بعد أن تجاهلنا كل ذلك، و قضينا ما لا يقل عن عشر سنوات في عملية دراسة و تصميم الجسر، من المؤسف أنه خرج بهذا التصميم المعماري المتواضع، لقد عالج المصممون الجسر من الناحية الهندسية البحته، و أغفلوا الجانب المعماري الحضاري. أن المدن الرائدة تتنافس بمشاريعها الكبري، لا سيما تلك التي تغير شكل الطبيعة و تخترق البيئة بشكل عنيف.

يبدو أننا سننشئ جسر جابر … و قد نكون من أوائل الدول التي تبني جسراً إلى اللا مكان … و لكن نأمل أن نأخذ منه الدروس ليوصلنا لمستقبل أكثر إشراقاً.

+ وسوم الموضوع :

إكتب تعليقك