أرشيف التصنيف: مقالات

الإسكان … تفاقم المشكلة و صناعة الوهم

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬477 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 1 نوفمبر 2013
الرابط الدائم لـِ الإسكان … تفاقم المشكلة و صناعة الوهم

من الواضح أن المشكلة الإسكانية في الكويت بلغت درجة عالية من السوء، و بأن عدد كبير من المواطنين وصل بهم الحال إلى عدم القدرة على التحمل و رفض القبول بالوضع القائم. و بدأت مجموعات من الشباب تعمل بنشاط لتوعية المجتمع و الحشد لإيصال رسالة قوية لصاحب القرار تعبر عن التذمر الشديد الذي تشعر به الأسر الكويتية المنتظرة على قوائم طلبات الإسكان الحكومي. و لكي نتمكن من إيجاد الحلول علينا أن نتلمس أسباب المشكلة و التي أرى أنها تتلخص بشكل أساسي في سوء الإدارة، و بأن سوء الإدارة يتمثل بأربعة مظاهر أساسية هي: التخطيط الفاشل و المركزية و الفساد و صناعة الوهم.
الجهاز الحكومي يدرك أنه ملزم بتوفير السكن للمواطنين. كما لا يخفى على المسئولين النمو المضطرد للسكان و الذي ينمو بنسب شبه ثابته. لا شك أن الهجرة الكبيرة التي شهدتها دولة الكويت و عمليات التجنيس واسعة النطاق التي حدثت بعد فترة الستينات ساهمت بشكل مباشر في رفع الطلب على الخدمات الإسكانية. إلا أن أي قرار سيادي و بغض النظر عن دوافعه يجب أن تدرس عواقبة و أن يتم التحضير لتبعاته. و و بمجرد أن يتم منح أي شخص الجنسية فإنه يعد مواطن كامل الأهلية له كافة الحقوق بما فيها الحق في توفير السكن المناسب. و عليه فإن الجهاز الحكومي يتحمل المسئولية الكبرى نتيجة لسوء التخطيط و ضعف القدرة على القراءة و التنبوء بمتطلبات المستقبل.

كما أكاد أجزم بأن أحد أكبر عوائق التنمية هو المركزية. فالجهاز الحكومي في الكويت تضخم بشكل كبير نتيجة مواصلة التوظيف العشوائي و تكديس المواطنين في وظائف غير منتجة، لا تهدف إلا إلى إرضاء المواطن و الإيحاء بأن الحكومة تخدم الشعب من خلال التوزيع الفوضوي لعوائد النفط بشكل ظاهره منظم و باطنه مهلهل و مهتريء. و قد صاحب هذا التكديس هيكل إداري عقيم و وظائف قيادية غير ذات معنى. و في نفس الوقت، تمركزت القرارات لدى عدد قليل من القياديين و المتنفذين. الذين تثقلهم المسئوليات و تشتتهم القضايا الثانوية. الأمر الذي يشغلهم، رغماً عنهم، عن التركيز على الأمور الإستراتيجية و القضايا ذات الأهمية القصوى. كل هذا و غيره دفع قضية توفير السكن إلى المراتب المتأخره و أشغل متخذي القرار عن ملاحظة الخلل في إنشاء الوحدات السكنية و في تضخم قوائم الإنتظار و إمتداد فترات الإنتظار من سنتان إلى خمسة و عشرة و أكثر من ذلك. و أحد أسباب هذا الفشل الحكومي هو عدم مواكبة النمو و السماح في تضخم مؤسسات الدولة بشكل يعيق حركتها. فلا يمكن لمؤسسة أنشأت لتوفير السكن لعشرة آلاف أسرة أن توفر السكن لمائة ألف أسرة اليوم.

و يعد الفساد الإداري و المالي و الأخلاقي أحد أهم مسببات تفاقم المشكلة الإسكانية و فشل الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل لتوفير هذه الخدمة الحيوية. إن للفساد صورأً مختلفة لا تقتصر فقط على تلقي الرشا و تقديم التسهيلات الغير قانونية، و إنما يتعداه إلى تعيين الغير إكفاء في مراكز القيادة و الاعتماد على . كما أن ضعف الشعور بالمسئولية لدى المسئول و الموظف و سوء الإدارة بكل أنواعها يعد أحد أنواع الفساد. و لن نتمكن من معالجة المشكلة و توفير السكن المناسب للمواطنين إلا بمحاربة الفساد بكل أشكاله. و إلا فإن تغيير الأشخاص لن ينتج عنه إلا تكرار الوقوع في الأخطاء و استمرار تفاقم المشكلة.

و لكي نتمكن من حل المشكلة و إيجاد حلول جذرية يجب أن يتوقف القياديين عن صناعة الوهم، إن صناعة الوهم توهم القيادي بأنه يمتلك الحلول و يقدمها، كما أنها تعطي المواطن جرعات مهدئة و تعطيه آمالنا واهية. يجب أن نعترف بحجم المشكلة الحقيقي و أنها مقدرة للنمو المستمر، كما يجب أن نعترف بمحدودية إمكاناتنا في دولة الكويت، فكل الأطراف الفاعلة ذات طاقة محدودة، فالحكومة تمتلك جهاز إداري مركزي و ضخم و لا يمكنه التحرك بالسرعة و الكفاءة اللازمة، كما أن القطاع الخاص صغير و لا يمتلك الخبرات و الكفاءات اللازمة و يعاني من نقص العمالة المدربة لا سيما في مجال الإنشاءات. الأرض رغم إتساعها فمحدودة كذلك و هناك مجموعة من المعايير التي يجب أن تتوفر عند اختيار مواقع الإسكان. يجب أن نتوقف عن صناعة الوهم و علينا أن نواجه واقعنا رغم صعوبته و أن نبحث عن حلول عملية و أن نشرك المواطن في صناعتها لكي يقبل بها.

ازالة البلدية والشرطة لمخيم حملة ناطر بيت في ساحةالمؤسسة العامة للرعاية السكنية

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬319 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 1 نوفمبر 2013

http://youtu.be/Pu8k7VdEs90

دبي إكسبو 2020 … التحدي الجديد

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 4٬535 | تعليقات : 1
  • بتاريخ : 15 يونيو 2013

العمارة بين التفاؤل و اليأس

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬779 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 9 يونيو 2013

optimism

 

إن التفاؤل سمة الناجحين، إنه نزعة لتوقع الأحداث الإيجابية في مقابل الأحداث السلبية. إنه القيام بالتفكير الإيجابي الذي يزود الفرد بالأمل و الثقة بالمستقبل.

لعل أهم ما يتزود به المعمار هو الأمل و أهم ما يتحلى به هو التفاؤل. يجب أن يمتلك شحنة عالية من التفاؤل تمكنة من أن يكون داعياً للتفاؤل و ناشراً للأمل و الإيجابية. فلولا العمارة  لما شيدت المدن العظيمة و المعالم الخالدة. و لما سعى الإنسان دائماً لبناء الأطول و الأعلى و الأكبر. إن العمارة هي القوة و الطاقة المحركة، و بفضل تفاؤل أعضائها تصنع المستقبل و تحث على التقدم و في النهاية تصنع روح العصر الذي تعيشة.

و قد قال دانيال ليبسكيند “بدون التفاؤل لا يمكنك ممارسة العمارة”. إن المعمار المتشائم هو معمار فاشل لن يتمكن من ممارسة المهنة و ما تتطلبه من مهام. و قد قال ” إننا كمعماريون لا نمتلك رفاهية التشاؤم”

فإذا تشائم المعماري توقف الإبداع و لم تنجز الخطط، و لولا فسحة الأمل لما أقدم المعماريون على العمل دون مقابل في أحيان كثيرة و المشاركة في وضع التصورات و إعداد العروض و المنافسة في المسابقات. إن توقع النجاح هو الدافع للعمل و الإنتاج. و لكي يتحقق التقدم لا بد من وجود من يؤمن بإمكانية تغيير الواقع.

نعم تصدمنا التحديات و نواجه الكثير من العقبات. و قد يكون الواقع صعب أحياناً لكن علينا أن نحافظ على التفاؤل في كل الظروف. نعم هناك بيروقراطية مقيته تسنزف الجهود و تمتص زبدة الطاقات و تقتل الأوقات في إجراءات عقيمة لا تسمن و لاتغني من جوع.

نعم هناك فجوة ثقافية واسعة بين الممارس المحترف و بين متخذ القرار. العديد من القياديين يعانون من جمود و بلادة، فقد اعتادوا على الرتابة و ارتاحوا لتكرار الحلول التقليدية.

المهنة غير منظمة و تعاني من التخبط، و أصبح من الصعب التمييز بين الغث و السمين. و الكل يعاني بين سندان الجودة و مطرقة التكاليف.

و لكن على الرغم من هذا كله … يبقى التفائل قدر لا خيار فيه و خيار لا بديل عنه للمعمار و للإنسان الباحث عن النجاح و الحياة السعيدة.