إنَّ نجاح المدينة يعتمد على كفاءة العلاقة التبادلية بين: المواطن، والبيئة الحضرية، والنظم، كما أنَّ نجاح المدينة يعتمد على ممارسات المواطنين الفردية، وعلى النظم القانونية التي تنظم حياتهم، ونجاح المواطنين يعتمد على جودة البيئة الحضرية، والنظم، والإجراءات التي تحكم حياتهم.
يُعرَّف المواطن بأنَّه: “عضو في جماعة سياسية يتمتع بحقوق المواطنة ويؤدي واجباتها”، وتُعرِّف دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنَّها: “علاقة بين فرد و دولة كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تتضمنه تلك العلاقة من حقوق، وواجبات في تلك الدولة”.
واليوم المواطنة في المدينة تحمل مفهوماً أوسع من امتلاك جنسية دولة ما، بل هو شعورٌ تمنحه المدينة الناجحة لكل من يعيش عليها، ويشارك في إعمارها بأي وسيلةٍ كانت.
إنَّ نجاح وكفاءة المدينة والعلاقة التبادلية الثلاثية بين المواطن، والبيئة الحضرية، والنظم، يعزز الروح المدنية، فالمدينة تزدهر بسكانها، وكلما كانت العلاقة بين المدينة وسكانها علاقة إيجابية، كلما ازداد مقدار الفخر والاعتزاز، ونمت الروح المدنية، وازدهر فيها الفرد والمجتمع المدني، لكنَّ الروح المدنية لا تُعنى بالمجتمع فقط، وإنما بالفرد، فتحميه، وتوفر له فرص النجاح، واشتراطات السعادة.
المواطن الصالح الفاعل ينشئ مدينةً ناجحةً تُساعده، وتُسهِّل حياته، وتحميه من: الخوف، والجوع، والقلق، وكل مصادر الانزعاج، ولكن من الضروري إدراك أنَّ المدينة الناجحة لا تُنْشِئُها الصُّدف، وإنَّما هي نتاج رؤية والتزام، والتخطيط الحضري والتصميم العمراني ضروري لإنشاء بيئةٍ حضريةٍ تحتضن المواطنين، وتوفر لهم كل وسائل الراحة، فما هي مواصفات العلاقة التبادلية بين المواطن والمدينة؟
-
مواطن ملتزم ومدينة نزيهة :
فهو مواطنٌ ملتزمٌ قائداً كان أم تابعاً، ويتمثل هذا الالتزام بالامتثال للقانون والنظم، و الالتزام بالأخلاق والصدق في المعاملات، وهو مواطن كريم يسعى دائماً لمساعدة المحتاج، وخلق الفرص؛ لتسهيل نجاح الآخرين، وتقابله مدينة لا تقبل الفساد بكل صوره، وتكون ذات نظم إجرائية سليمة، وعادلة، وسلسة.
-
مواطن فاعل ومدينة منفتحة :
مواطن فاعل مشارك، غير سلبي، يمتلك روحاً ذاتيةً عاليةً، يشارك في القضايا العامة، ويدلي برأيه بأسلوبٍ إيجابيٍّ، ويسعى للمساهمة بشتى الوسائل في تحسين حياة الآخرين، وصناعة الحلول بأفعالٍ مهما كانت صغيرة، والمدينة بالمقابل منفتحةٌ للجميع، توفر مساحات للنقاش، وتبادل الأفكار، وتعلي من قيمة الحرية، وتحمي حقوق الجميع.
-
المواطن المبدع والبيئة التي تحفز الإبداع:
فهو مواطنٌ يقظٌ، ذو رؤيةٍ وهدفٍ، يلحظ مواطن القصور، فيبحث عن الحلول، ويبادر لتقديم المعالجات، والاقتراحات، و البيئة الحضرية مرنةٌ ومنفتحةٌ، تشجع على اللقاءات العامة، و تبادل الأفكار، كما توفر للمواطنين الفراغات اللازمة لتحقيق المشاريع والأحلام.