أرشيف الوسم: Corruption

ثلاثي المواطن والبيئة الحضرية والأنظمة

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 781 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 22 سبتمبر 2018
الرابط الدائم لـِ ثلاثي المواطن والبيئة الحضرية والأنظمة

إنَّ نجاح المدينة يعتمد على كفاءة العلاقة التبادلية بين: المواطن، والبيئة الحضرية، والنظم، كما أنَّ نجاح المدينة يعتمد على ممارسات المواطنين الفردية، وعلى النظم القانونية التي تنظم حياتهم، ونجاح المواطنين يعتمد على جودة البيئة الحضرية، والنظم، والإجراءات التي تحكم حياتهم.

يُعرَّف المواطن بأنَّه: “عضو في جماعة سياسية يتمتع بحقوق المواطنة ويؤدي واجباتها”، وتُعرِّف دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنَّها: “علاقة بين فرد و دولة كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تتضمنه تلك العلاقة من حقوق، وواجبات في تلك الدولة”.

واليوم المواطنة في المدينة تحمل مفهوماً أوسع من امتلاك جنسية دولة ما، بل هو شعورٌ تمنحه المدينة الناجحة لكل من يعيش عليها، ويشارك في إعمارها بأي وسيلةٍ كانت.

إنَّ نجاح وكفاءة المدينة والعلاقة التبادلية الثلاثية بين المواطن، والبيئة الحضرية، والنظم، يعزز الروح المدنية، فالمدينة تزدهر بسكانها، وكلما كانت العلاقة بين المدينة  وسكانها علاقة  إيجابية، كلما ازداد مقدار الفخر والاعتزاز، ونمت الروح المدنية، وازدهر فيها الفرد والمجتمع المدني، لكنَّ الروح المدنية لا تُعنى بالمجتمع فقط، وإنما بالفرد، فتحميه، وتوفر له فرص النجاح، واشتراطات السعادة.

المواطن الصالح الفاعل ينشئ مدينةً ناجحةً تُساعده، وتُسهِّل حياته، وتحميه من: الخوف، والجوع، والقلق، وكل مصادر الانزعاج، ولكن من الضروري إدراك  أنَّ المدينة الناجحة لا تُنْشِئُها الصُّدف، وإنَّما هي نتاج رؤية والتزام، والتخطيط الحضري والتصميم العمراني ضروري لإنشاء بيئةٍ حضريةٍ تحتضن المواطنين، وتوفر لهم كل وسائل الراحة، فما هي مواصفات العلاقة التبادلية بين المواطن والمدينة؟

 

  • مواطن ملتزم ومدينة نزيهة :

فهو مواطنٌ ملتزمٌ قائداً كان أم تابعاً، ويتمثل هذا الالتزام بالامتثال للقانون والنظم، و الالتزام بالأخلاق والصدق في المعاملات، وهو مواطن كريم يسعى دائماً لمساعدة المحتاج، وخلق الفرص؛ لتسهيل نجاح الآخرين، وتقابله مدينة لا تقبل الفساد بكل صوره، وتكون ذات نظم إجرائية سليمة، وعادلة، وسلسة.

 

  •  مواطن فاعل ومدينة منفتحة :

مواطن فاعل مشارك، غير سلبي، يمتلك روحاً ذاتيةً عاليةً، يشارك في القضايا العامة، ويدلي برأيه بأسلوبٍ إيجابيٍّ، ويسعى للمساهمة بشتى الوسائل في تحسين حياة الآخرين، وصناعة الحلول بأفعالٍ مهما كانت صغيرة، والمدينة بالمقابل منفتحةٌ للجميع، توفر مساحات للنقاش، وتبادل الأفكار، وتعلي من قيمة الحرية، وتحمي حقوق الجميع.

 

  • المواطن المبدع والبيئة التي تحفز الإبداع:

فهو مواطنٌ يقظٌ، ذو رؤيةٍ وهدفٍ، يلحظ مواطن القصور، فيبحث عن الحلول، ويبادر لتقديم المعالجات، والاقتراحات، و البيئة الحضرية مرنةٌ ومنفتحةٌ، تشجع على اللقاءات العامة، و تبادل الأفكار، كما توفر للمواطنين الفراغات اللازمة لتحقيق المشاريع والأحلام.

تَسلُّط البيروقراطيةِ … في مدينةِ البُعدِ الواحدِ

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 602 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 24 يوليو 2018
الرابط الدائم لـِ تَسلُّط البيروقراطيةِ … في مدينةِ البُعدِ الواحدِ

البيروقراطيةُ في مدينة البُعد الواحد مصيبةٌ، فبينما البيروقراطية لُغوياً تعني ذلك الجهاز الحكومي الإداري غير المنتخب والذي يُدير ويضع السياسات العامة في مدينةٍ أو دولةٍ ما.  إلا أنَّها مجازياً تعني التضخُّم، والتعقيد، والغموض، والجمود والانغلاق، والبطء.

إنَّ كلَّ مدينةٍ ذات مشروعٍ تنمويٍّ ورؤيةٍ مستقبليةٍ، لا يمكنها أن تنجح مع تجاهل هذا المرض المقيت الذي يقتل الطموح، ويعرقل التطور، ويُعيق نجاح الأعمال.

 

إنَّ البيروقراطية تهدر الوقت والجهد، فكلُّ عملٍ تجاريٍّ أو مؤسسيٍّ، له وظيفةٌ أساسيةٌ، وأعمالٌ مكمّلةٌ ثانويةٌ. و في الظروف المثالية يجب أن لا يتجاوز المجهود المبذول في الأعمال الثانوية نسبة الـ 20%، فعلى سبيل المثال يجب أن يبذل المكتب الهندسي 80% من وقت موظفيه، وصرف موارده على التصميم الهندسي، وتطوير الأداء، وتحسين العمليات، وكلما تناقصت هذه النسبة لصالح الأعمال الثانوية: كالمعاملات الحكومية، و إجراءات التراخيص و خلافها، انخفضت جودة المنتج، وتعرض العمل لخسائر ماديةٍ.

 

و من جهةٍ أخرى، فإنَّ البيروقراطية تؤدي للغموض، فالمدن البيروقراطية لديها خططٌ لا يُعلن عنها، والتي يُعلن عنها لا تُطبَّق في توقيتها، وكثيرٍ من المناقصات تُطرح ويتأخر صدور قرارات ترسيتها، وإنَّ العديد من العقود التي أَرْسَت يتأخر توقيع عقودها لفتراتٍ طويلة، فكيف يمكن لقطاع الأعمال أنْ يتعايش في ظل بيئةٍ يسودها الغموض، فالغموض يَحول دون إمكانية استشراف المستقبل، وتخصيص الموارد البشرية والمادية اللازمة مع المحافظة عليها.

 

 

البيروقراطية تجعل المدن مغلقةً، و تفرض قوانين مقيدةً على الإقامة والعمل، كما أنَّ الحكومة في مدينة البُعد الواحد تتدخل بشكل كبير في تفاصيل غير مجدية لا يجب أن تعنيها، فالهيئات الحكومية أصبحت تُقدِّر العَمالة والمهن بجمودٍ، وتَفصل في طبيعة العقود، وتتدخل في شكل التعاقد بين الموظف والشركة، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الاشتراطات التي تتطلب خبيراً متفرغاً، ومندوباُ حَذقاً، وعلاقاتٍ اجتماعيةٍ غنيةٍ ومتشعبةٍ حتى تتيح للشركة أن تمارس عملها بسلاسة.

 

البيروقراطية في مدينة البُعد الواحد، جامدةٌ وبطيئةٌ، فبينما يتسارع إيقاع الحياة، وتُقلِّص بيئة الأعمال الذكية الزمن والمسافة، تعملُ البيروقراطية عائقاً أمام السرعة وحاجزاً أمام التغيير،  فهي بذلك تفتقر للريادة، وتُضيِّع الفرص، وتطرد المبدعين.

 

إنَّ مدينة البُعد الواحد البيروقراطية، يحكمها غير الأكفّاء وغير المؤهلين، فالنظام البيروقراطي به طارد للأكفَّاء، ولا يستوعب الأذكياء والمبدعين والمخلصين.

 

وختاماً فالمدينة الطَّموحة يجب أن تُولِي أولوية كبيرة للقضاء على البيروقراطية الشائكة، وأن تسعى للشفافية، والانفتاح، والتسامح، وأن تُحارب الجمود، وتتأقلم مع الديناميكية الحميدة، وتُراعي المُضي بسرعةٍ تتلائم مع إيقاع الحياة العصرية.

The Role of Bureaucracy in the One-Dimensional City

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 636 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 24 يوليو 2018
الرابط الدائم لـِ The Role of Bureaucracy in the One-Dimensional City

Bureaucracy in the one-dimensional city proves catastrophic for a variety of reasons. Linguistically, bureaucracy refers to the unelected administrative governmental body that manages and makes policies in states and cities; while metaphorically, it denotes inflation, complexity, ambiguity, stagnation, obstinacy and sluggishness. Moreover, any city with a development project and future vision cannot succeed while ignoring this disease that kills ambition, impedes development and obstruct the success of businesses.

Bureaucracy wastes resources, time and effort. It is essential to note that every organization has main tasks and secondary supplementary activities. In ideal conditions, the effort spent on secondary tasks should not exceed 20%. For instance, a design firm must spend more than 80% of its time and resources on design, improvement of operations and production. The more this percentage decreases towards the secondary activities — such as governmental transactions, following up permits, etc. — the more the quality of the main product decreases, and the business suffers from financial losses.

Bureaucracy leads to ambiguity. Bureaucratic cities have unpublished plans, and those that are published are not accomplished on time. Further, many tenders are not awarded on time, and those that are awarded face prolonged delays. How can the private sector thrive in an ambiguous environment? Ambiguity deters future forecasting and the proper allocation of human and financial resources.

Bureaucracy leads to closed cities. It forces restricting laws for work and residency. Governments in One-dimensional cities intervene in unnecessary details. Governmental agencies estimate employees number, professions, review contracts and intercede in the type of contract between the employee and the employer. In addition to a long list of conditions and regulations that require a dedicated expert, a genius liaison officer and a rich and forked public relations to allow a business to conduct run smoothly.

In the one-dimensional city, Bureaucracy is rigid and slow. While life’s rhythm is speeding by, the smart business environment shrinks time and space. Indeed, bureaucracy is an obstacle in front of speed and a barrier to change. As such cities that suffer from bureaucracy cannot be pioneer any sector, waste chances and expel creative people and organizations.

The one-dimensional city is ruled by the incompetent and the unqualified. The bureaucratic system expels the competent and cannot absorb the smart, the creatives, and even more importantly, the sincere.

Finally, the ambitious city prioritizes the elimination of the thorny bureaucracy. To seek full transparency, openness, tolerance and the fight of stagnation. It must adapt to good dynamism and consider the need to progress at a speed that is adequate with contemporary life.

إيحاءات عمرانية من موسم السياحة

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 761 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 20 سبتمبر 2017
الرابط الدائم لـِ إيحاءات عمرانية من موسم السياحة

مع انتهاء موسم الاجازات، وعودة الكثير من المسافرين من رحلاتهم السياحية، يتبادر إلى الذِّهن سؤال مهم حول العوامل التي تجذبُ السائحَ الخليجيَّ إلى مكانٍ ما، وإلى الإعجاب الكبير الذي يبديه ببعض العواصم السياحية.

إنَّ البهجة التي يجدها السائحُ الخليجيُّ قد تكون ناتجةً عن الراحة والاستجمام والاستمتاع بعطلةٍ منَ العملِ، ورتابة الحياة اليومية، ولكنِّي أظنُّ أنَّ الأمر يعدو ذلك.

 

فإنَّ عواصمَ السياحةِ تمتلك مميزاتٍ خاصةٍ مكَّنتها من تَبَوُّؤِ هذه المكانة: منها ما هو طبيعي بحكم موقعها الجغرافي، والذي حباها بأجواءَ معتدلةٍ تجذب الباحثين عن الجوِّ البارد، أو الشواطئ المشمسة ذات الحرارة المعتدلة. كما أنَّ الموقع المركزي يُسهل ربط هذه المدن بالعديد من المواقع ويسهل وصول أفواج السائحين إليها. كما أنَّ للتاريخ أهميةٌ كبيرةٌ، فالمدن العريقة بما تضمه من آثارٍ عمرانيةٍ شاهدةٍ، وصورةٍ مزروعةٍ في وجدان الناس تعمل على تقوية الجذب السياحي؛ فالقاهرة وروما وأثينا ولندن وباريس وغيرها، كانت عواصمَ الدنيا في فتراتٍ زمنيةٍ، ومنها اتُخِذت قراراتٌ، وجرت فيها أحداثٌ غيَّرت مجرى التاريخ. هذه الأماكن تمتلك ألقــاً يُميزها عن غيرها.

 

كما لا يُغفل الجانبُ الثقافيُّ، والذي يعمل على تعزيز مكانة المدن؛ فعندما يقوم الفنانون برسم مشاهدَ مدينةٍ ما، فإنها تُخلَّد في الذاكرة.

وعندما يكتب عنها الشعراء والرواة، فإنها تزهو في خيال القرّاء، كما هو الحال مع كاتدرائية نوتيردام في مدينةِ باريسَ، التي جاء ذكرها كمكانٍ رئيسيٍّ في رواية أحدب نوتردام للكاتب فيكتور هيوغو.

وعندما تكونُ المدينةُ موقعاً لتصوير أحداث الأفلام السينمائية المشهورة؛ فإنها تتألق في أذهان المشاهدين كذلك، كما في فيلم صوت الموسيقى والذي صُوِّرت أحداثه في مدينة سالسبورغ والمناطق المحيطة بها.

 

ولكن، إنَّني أرغبُ تسليطِ الضَوء على مجموعة العوامل العمرانية التي تُساهم بفاعليةٍ في تعزيز مكانة المدن سياحياً، ومنها:

– إنَّ أهم هذه العوامل هو الأمان وسلطة القانون التي تعطي الزائر إحساساً بالإطمئان.

– الانفتاح الاجتماعي الذي يرحب بأفواج الزائرين ويعاملهم معاملةً حسنةً.

– التنوع الاجتماعي الذي تحظى به هذه المدن، وتَقَبُّلها لمختلف الأجناس، والأعراق، وأصحاب الميول.

– ومن العوامل المرئية: التنظيم والنظافة، اللتان تعكسان تقدمَ البلد وشعبه، كما يعمل على إضفاء مناظرَ جماليةٍ لمختلف أرجاء المدينة.

– كذلك إنَّ وجود المعالم التاريخية منها والحديثة، واللتان تحملان معانٍ عميقة تعمل على تعزيز مكانة المدن ورونقها السياحي.

فمن جهة هناك العديد من المدن التي تضم الكثير من المباني الحديثة، إلا أنَّها خاليةً من المعنى، ولا تعبر إلا عن التَّضخم الاقتصادي وثقافة الاستهلاك النهمة، وهذه بلا شك لا تضيف الكثير لمدنها.

– كما أنَّ المدن التي تحترم المشاة، وتوفر لهم ممرات آمنةٍ ومتصلةٍ ومستمرةٍ، وتجعل هذه الممرات ممتعةً للمشي، وللقيام بالعديد من الأنشطة، تُعد أكثر المدن الناجحة سياحياً.

لا شك أنَّ أحد أسرار افتتان السائح الخليجي بلندن أو باريس أو بيروت أو إسطنبول أو غيرها، هو المجال العام المفتوح والذي يفتقده في بلده، حيث يجد أنَّ هذا المجال الآمن يمكنه أن ينطلق بطمأنينة، وأن يترك أبناءه وأفراد عائلته من التحرك بحريةٍ بدون الحاجة للاعتماد على المركبة الخاصة التي تعد عدوَّ الحياة الأول.

– كذلك فإنَّ المطاعم والمقاهي المفتوحة ذات الإطلالات الجميلة، والتي ترتبط بالطريق الرئيسية ويتمكن فيها الفرد من مشاهدة الحياة اليومية للسكان، وتذوق طبيعة الحياة المختلفة، تُغني المدينة وتعزز من مكانتها السياحية.

 

هذه نقاطٌ عامةٌ للتفكر، ولعلنا نتمكن أن نطبق منها في مُدننا.