أرشيف الوسم: Saudi

مدينة الحرير والصين والفرص الضائعة

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 845 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 9 مارس 2019
الرابط الدائم لـِ مدينة الحرير والصين والفرص الضائعة

يتجه المخططون اليوم إلى مناهضة التوسع العمراني وإقامة مدن جديدة،  ويحثون على تحسين المناطق الحضرية القائمة على أسس بيئية وعمرانية سليمتين، والعمل على رفع الكثافات، وتنويع الاستعمالات، وتطوير بنى تحتية، ووسائل نقل متنوعة صديقة للبيئة.

وها هي الكويت تتجه نحو إنشاء مشروع مدينة الحرير والجزر الكويتية، تحت ما يُسمى بمشروع الكويت الجديدة، وقد أخذت الحكومة مجموعة من الخطوات الفعلية في هذا المجال، لاسيما تأسيس جهاز متخصص، وتوقيع اتفاقات مع حكومة جمهورية الصين الشعبية، وعلى هذا الأساس ونظراً لطبيعة المواقع المزمع تنميتها، وجدت أنه من المناسب إلقاء الضوء على تجربةٍ شبيهةٍ قامت بها الصين قبل إحدى عشرة سنة وهي مدينة تانجين.

ففي عام ٢٠٠٨ قامت حكومتا الصين وسنغافورة بتوقيع اتفاقية إطارية للتعاون لإنشاء مدينة صديقة للبيئة في تانجين على مساحة تبلغ ٣٠ كم مربع لكي تستوعب عدد ٣٥٠ ألف نسمة، وقد استقطبت المدينة عدد ٦٠٠شركة للعمل على إنشائها وبلغت قيمة الاستثمار بها ٧ بلايين دولار.

وقد تم إعداد مخططٍ هيكليٍّ للمدينة مبنيٍّ على نظام المؤشرات يضم ٢٢ مؤشراً إلزامياً وعدد أربعة مؤشرات إرشادية، بحيث تكون هذه المؤشرات كافية؛ لكي يسهل قياسها، وضمان الالتزام بها.

ويعمل المخطط الهيكلي للمدينة على إنشاء مدينة صديقة للبيئة، طبقت مبادئ مدن الحدائق، بحيث يقل اعتماد سكانها على السيارات الخاصة، فالاستعمالات بها موزعه باتزان، وهي مزودة بأنظمة نقلٍ عامةٍ حديثةٍ تعمل على الطاقة الكهربائية وممرات  للمشاة،  وللدراجات الهوائية، بالإضافة إلى تطبيق أنظمة بناء و أنظمة تساهم في  خفض استهلاك الطاقة دقيقة جداً.

وتجدر الإشارة إلى أن موقع المدينة كان على أرض مستنقعات، وذا تربة شديدة الملوحة  وملوثة، حيث تضم موقعاً عمره ٤٠ سنة كان يتم به تجميع مياه المجاري والمخلفات الصناعية. لذا تم استخدام أحدث التقنيات والبحوث لمعالجة الموقع، وحصلت الصين على ثلاث براءات اختراع من جراء هذا المشروع.

واليوم وبعد إحدى عشرة سنة من بداية أعمال الإنشاءات، فالمدينة ناجحة ويسكنها ١٠٠ ألف نسمة، وخلقت ما يزيد عن٣٠ ألف وظيفة.

إن هذه التجارب الفريدة تستحق النظر والتحليل، ويمكننا في الكويت أن نستقي منها بعض الدروس الآتية:

– أن التعاون مع الدول المتقدمة يمكن أن يعزز العلاقات، وينقل التكنولوجيا، ويحقق نتائج ناجحة.

– أن التعاون الإقليمي بين الدول، أصبح حتمياً و دارجاً و ناجحاً.

– المدن الجديدة يجب أن تكون صديقة للبيئة، فهذا أصبح أمر بديهي ولم يعد رفاهيةً.

– المشاريع العملاقة توفر فرص لإقامة البحوث العلمية، وتجربة الاختراعات الحديثة التي تُعلي من شأن الجهات الأكاديمية والبحثية في الدولة.

– المدن الجديدة فرصة لبث روحٍ جديدةٍ، وتحسين أسلوب الحياة السلبي الذي اعتاد عليه الناس.

وإن كنا ولا بد مقبلين على إنشاء مدن جديدة وتنمية الجزر الكويتية، وهي مواقع ذات قيمة بيئية كبيرة، فعلينا أن نضع معايير تصميمية عالية، وأن لا نضيع الفرصة ونحولها إلى ساحات للاستثمار العقاري الرخيص والمضاربات الاستثمارية الوهمية والكتل الخراسانية الفارغة.

Silk City, China and Missed Opportunities

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 816 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 9 مارس 2019
الرابط الدائم لـِ Silk City, China and Missed Opportunities

Today’s city planners oppose urban sprawl and the construction of new cities. Planners tend to encourage the development of existing urban conditions based on sound urban and environmental principals through increasing densities, mixed land-uses, improving infrastructure and environmentally friendly public transport alternatives.

The state of Kuwait is moving toward the establishment of the Silk City and islands project under the banner of the New Kuwait Project. The government has taken numerous steps toward this goal, including the establishment of a dedicated agency and signing a framework agreement with the government of China. Due to the unique natural setting of the land planned for development, it’s important to shed a light on a similar experiment that China carried eleven years ago, the city of Tianjin.

In 2008, China and Singapore’s government signed a framework agreement to create an environmentally friendly city in Tianjin on 30 KM² of land to accommodate 35,000 residents. The project attracted more than 600 companies and more than 7 billion USD in investments.

The master plan of Tianjin’s city was based on 22 mandatory indicators and four guiding indicators. Further, all indicators were quantitative to allow monitoring and ensure adherence.

The master plan was aimed to create an environmentally friendly city that applies the garden city principals. Subsequently, the plan sought to mitigate the dependency on private cars through well-distributed land uses, the provision of high-quality public transport systems and pedestrian walkways and bicycle lanes — in addition to strict building codes and energy use.

It’s also worth noting that the location of the city was heavily polluted due to 40 years of dumping wastewater as well as industrial waste. Inovative technology was used to clean the site. China received three patents as a result of research and technology invented for this project.

Today, eleven years after the start of its construction, the city is successful and considered a world-class smart city. It houses 100,000 residents and created more than 30,000 jobs.

Such outstanding experiments and success merits attention, and we Kuwaitis can learn many lessons such as:

 – Collaboration with advanced nations can strengthen relations, transfer technologies and produce successful results.

– In this age, regional collaboration among nations became inevitable, common and successful.

– New Cities must be designed as smart, environmental cities. This is a necessity and no longer a luxury.

– Megaprojects provide opportunities to conduct scientific research and experiments with new technologies, which provides a clear path to improve the quality of research and academic institutions in the country.

– New cities create a platform for the propagation of a new social spirit, correcting the negative lifestyles that the general public is accustom to.

Thus, if we must create new urban areas and urbanize some of the most valuable Kuwaiti islands, we should implement high standards for design. These high standards will ensure that the land will be developed to better serve society at large and not used in the creation of sites for cheap real-estate investment, delusive speculations and empty concrete masses.

لنحافظْ على الصَّوابرِ … لنحافظْ على جزءٍ منا

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 678 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 12 يناير 2019
الرابط الدائم لـِ لنحافظْ على الصَّوابرِ … لنحافظْ على جزءٍ منا

قد يتساءل البعض عن أهمية مشروع الصوابر، ولماذا ينادي البعض للمحافظة عليه وإيقاف عملية هدمه؟! لقد قاد مجموعة من الناشطين والمعماريين البارزين جهوداً حثيثة لثني الحكومة عن المضي في قرار الهدم، ومنهم: م. ديما الغنيم، و م. دلال الحشاش، و د. أسيل الرقم، و د. محمد الجسار و د. حسن أشكناني وغيرهم، وفي هذا المقال أحاول أن أسرد بعض الأسباب التي أراها جديرةً بإقناع صاحب القرار والرأي العام بالمحافظة على المشروع وإعادة تأهيله:

 

1- إنَّ الجميل والمفيد يتغير مع مرور الزمن؛ لذا فإنَّ ما نراه قبيحاً اليوم، قد يكون بنظر أجيال المستقبل جميلاً، وكذلك ما يبدو لنا عديم الفائدة، قد تتمكن الأجيال القادمة من استغلاله بأساليبَ أمثل.

2- إنَّ مشروع الصوابر يُعبِّر عن روحِ فترةٍ زمنيةٍ مهمةٍ، ويحمل جزءاً من تاريخ الكويت؛ فهو مَعْلمٌ معماريٌّ وحضاريٌّ وثقافيٌّ يُعبِّر عن سماتٍ ومعاييرَ لحِقبةِ الثمانينات في دولة الكويت، وما صاحبها من نهضةٍ ونموٍّ.

3- كذلك – بغض النظر عن مدى جودة التصميم، وعن آرائنا حول نجاح المشروع أو فشله- فقد آوى المشروع عدداً كبيراً من الأسر، و قضى فيه مجموعةٌ من الناس فتراتٍ من حياتهم، وعلى هذا فإنَّ المبنى والمكان يحمل ذكريات ومعانيَ، فللأمكنة قيمةٌ لما تحمله من ذكريات للأحداث والأوقات، والمدن بشكل عامٍّ تكون قيمتها من مجموع هذه الأماكن التي تحمل المعاني و الذكريات.

4- مشروع الصوابر ذو معمارية عالية، حيث أنه مَعْلمٌ قام بتصميمه أحد المعماريين البارزين وهو المعماري الكندي آرثر إريكسون، وسواءً اتفقنا أم اختلفنا حول مدى نجاح التصميم أو فشله، إلا أنَّه يعد تجربةً معماريةً حاولت التجاوب مع البيئة الكويتية، والمتطلبات الاجتماعية الخاصة؛ لذا من الضروري أنْ يبقى المشروع شاهداً للأجيال والمهتمين؛ بهدف دراسة هذه التجربة وتقييمها.

5- لقد بُذِلَ جهدٌ كبيرٌ في صناعة هذه المشاريع العملاقة، ولابد أنْ ندرك أنَّ هذه الجهود البشرية، والأوقات، والخبرات، التي استغرقتها فترات التخطيط، والتصميم، والإنشاء، والتوزيع، وغيرها، هي جهودٌ ذات قيمة، وإنَّ التوجه السريع لهدم المشروع سيؤدي إلى هدر هذه الجهود.

6- لقد أدرك العالم اليوم -أكثر مما مضى- أهمية المحافظة على المباني القديمة، وإعادة تأهيلها عوضاً عن هدمها؛ لما في ذلك من دور في حماية البيئة من خلال تقليل الهَدْر في المواد والموارد، والدول المتقدمة تحرص على مراعاة البيئة، والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تعزز من مصداقيتها في حمايتها.

7- قبل الشروع في هدم المشروع، يجب النظر إلى الجوانب الاقتصادية والمالية كذلك، ودراسة ما إذا كان إعادة تأهيل المشروع لاستعمالات أخرى مجدياً وأكثر جاذبية، فبالنسبة للمستثمر فإنَّ هذا يُعد من أهم المعايير، فلماذا لا تتم دراسة البدائل المتاحة، وتحليلها مالياً، ثمَّ دعوة المستثمرين والمطورين للتنافس بوضع بدائل وحلول؛ ليتم اتخاذ القرار بناءً على معطيات صحيحة؟!

8- عمرانياً مشروع الصوابر يملك فرصاً تؤهله ليكون إضافةَ نوعيةَ لمدينة الكويت، فهو قادرٌ على أنْ يكون مشروعاً مثالياً متعددَ الأنشطة، بحيث يجمع بين السكن، والعمل، والترفيه، ويوفر مساحات تجارية للأعمال الصغيرة، والمبدعين، ومن يبحث عن أسلوب حياة مختلف، بينما مدينة الكويت ينقصها التنوع، ومتخمةً بتكرار النماذج التجارية العادية التي لا تضيف شيئاً لجودة البيئة العمرانية في الكويت.

 

ختاماً، إنَّ أخطر شيءٍ هو التَّسرُّع في اتخاذ القرارات الكبيرة، فلنحذرْ من الثقة الزائدة بأنَّ ما سنقوم به في المستقبل سيكون أفضل مما هو قائم، فلنتريثْ قليلاً ولندرسْ بتأنٍ فلدينا كثيراً من الكفاءات المهنية ومن المطورين الحذقين القادرين على صناعة الفرص والاستفادة منها  بأسلوبٍ مستدامٍ.

City Time … a Design Challenge

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 632 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 27 ديسمبر 2018
الرابط الدائم لـِ City Time … a Design Challenge

Time passes over cities and leaves its impact on people and buildings alike. Time is relative, and its impact varies from one location to another. Similarly, science and technology impact the notion of time and affect the way people live everywhere. Life in the country differs from city life in terms of timing and the need for speed. In traditional societies, seasons govern the way people use space; and for Muslims, the five prayer times determine their daily activities.

With modernization and the changing nature of work, work became a routine; and the clock now rules the daily activities of people. Also, means of transport altered the way people view time. While in the past walking controlled how we perceived time, today the vehicle speed organizes how people communicate.

Additionally, the mobile phone revolutionized communication.  It removed barriers from the public and private spheres. It canceled the notion of space completely. As such, people’s activities could take place anytime, anywhere; and as a result, the physical place lost its value completely.

Even buildings that used to be designed and built to last were designed carefully with attention to minute details that allow pedestrians to enjoy their elegant facades. Today, buildings are designed, built swiftly and expected to last for 40 years only. We no longer justify the need to supplement buildings with details as the fast-moving eyes can only notice their silhouettes.

Places and buildings carry traces of memories, meaning and history. Thus, world cities preserve historical sites and buildings. Cities act beyond that and also preserve modern buildings that carry architectural and historical significance. We can import stones and technology, but we can’t buy history, memory and meaning. Such intangible qualities carry the secrets of specificity, the chests of the past and the keys to the future.

We need to replant the value of place and time through the design of our cities, public spaces and architecture. The built environment determines the quality of the places we live in. When designed carefully, it can create a lively environment that brings us to reality and enriches our daily experiences.