أرشيف الوسم: عمران

أهمية السكن الخـــاص

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬840 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 28 ديسمبر 2016
الرابط الدائم لـِ أهمية السكن الخـــاص

 

 

المنزل الخاص أصبح الحلم و الغاية، إلا انه افتقد للكثير من قيمته التاريخية، تلك القيمة المتمثلة بالوطن و الجوار و المجتمع و السكن بمعناه النفسي. فالهدف الأساسي من المنزل هو تحقيق  جودة الحياة لساكنيه من الناحية النفسية و الإجتماعية و العملية.

من جهة التصميم، يعد المنزل مشروعاً معمارياً مهماً و أحد أهم عناصر النسيج العمراني. فقد أولاه كبار المعماريين اهتماماً خاصاً لكونه أحد أهم عناصر التعبيرالمعماري و التعبير الحضري بشكل عام.

إنه من الملاحظ أن المنزل الكويتي بالذات مر بأطوار مختلفه، فمن البيت التقليدي مروراً بالتحولات التي طرأت عليه منذ فترة الستينيات إلى يومنا هذا. فيجب أن يولي المخططون و المعماريون اهتماماً خاصاً لهذا المكون الأساسي من مكونات الفراغ العمراني، لما له من أهمية خاصة متمثلة بالتالي:

 

  • الإسكان في أي مدينة يعد أحد أهم الإستعمالات، و يجب أن يراعٍ المخططون توفير توازن بين بدائل مختلفة كالمسكن الخاص للأسرة الواحدة و السكن متوسط الكثافة و السكن العالي الكثافة المتمثل في العمارات السكنية.
  • يعد البيت الخاص في دولة الكويت، السكن المفضل لأسر الطبقة المتوسطة. لقد أصبح الحلم و الهدف و مقياس الإستقرار و الأمان و النجاح و تحقيق الذات.
  • و وفقاُ لطبيعة التطور العمراني في دولة الكويت أصبح البيت الخاص النموذج السائد في المنطقة الحضرية. لقد أصبحت المناطق السكنية هي الخلفية العامة للدولة، و بالتالي ألاهتمام بها يعد ضرورياً جداً لقياس الجودة العامة للنسيج الحضري العمراني.
  • إن ما يميز البيت الخاص أنه يعبر بشكل مباشر عن ثقافة المجتمع و مستوى ذائقته الفنية.
  • إن أهمية السكن الخاص مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالبينة الثقافية و الإجتماعية للسكان، و تكمن أهميتة في دولة الكويت بالذات في الأهمية التي يوليها للسكان للخصوصية و الإنعزال و الإجتماع.
  • كما أن البيت الخاص يمنح المعماري بسهولة نسبية فرصة لكي يعبر عن اسلوبه المعماري و أن يقدم للمجتمع مثالاً معمارياً متميزاً عن السائد. فالتصميم المعماري السكني يعد بوابة الإبداع و البروز للكثير من المعماريين المبدعين حول العالم.

 

قد نحتاج أن نطور مفهوم المسكن الخاص في دولة الكويت، و أن نساهم في تغييره و لكن دون أن نغفل أهميته و أن نفهم الجذور التي أعطته هذه المكانه.

ما علينا فعله أثناء فترة الركود؟

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬293 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 24 يناير 2016

BLOG

مع تسارع إنخفاض سعر برميل النفط إلى ما دون العشرون دولار، أصبح الكل في دول الخليج العربي يتحدث عن هواجس السنة المقبلة.  فبعد سنوات من الرخاء الإقتصادي و الفوائض المادية، أضحى شبح عجز الموازنات و التقتير و خفض الإنفاق يخيم على مختلف القطاعات الإقتصادية.

لا شك إن هذه المخاوف مشروعة و تستدعي أخذ الحذر و الحيطة. و لكن الأجدر بنا أن نأخذ زمام المبادرة و أن لا نستسلم للضغوظ التي تدفع مختلف القطاعات الإقتصادية إلى أخذ إجراءات تدعو إلى الإنكماش و الترقب و إنتظار مرور الأزمة. و المطلوب أن يساهم كلُّ في مجاله بشكلٍ ما في التفاعل مع الظروف الإقتصادية الحالية.

و من هذا المنطلق فإن هذا المقال يشير إلى  بعض الخطوات العملية التي يمكن أن يقوم بها المعماريون و المهندسون الإستشاريين للتفاعل مع هذه الظروف بشكل إيجابي و بناء، و منها ما يلي:

  1. كن إيجابياً و حافظ على روح متفائلة.
  2. من الملاحظ بأن فترات الركود الإقتصادي تعد فترات غنية لإقتناص المبدعين و ذوي المهارات العالية، حيث أنه عادة أول من يشعر بصعوبة الإزمات الإقتصادية هي الشركات الضخمة و التي تتمكن من توظيف و الإحتفاظ بأفضل المهارات المتوفرة في السوق المحلي. و لذا فإن فتران الركود تعد فرصاً ذهبية للمكاتب الإستشارية المتوسطة و الصغيرة لإقتناص بعض المبدعين الذين لم يكن بالإمكان توظيفهم في ظل الظروف الإقتصادية الطبيعية.
  3. البحث عن مجالات العمل الأخرى، لا سيما المشاريع المنخفضضة التكاليف، و إيجاد مجموعة من الحلول للمستثمرين المتخوفين و المترددين.
  4. إذا كان لديك بعض الوقت، أشغله بتقوية قدراتك و تعلم مهارات جديدة. فمن المؤكد بأن الأزمة ستمر و عندئذٍ ستتميز بإمكانات تفوق منافسيك في سوق العمل.
  5. يمكن للإستشارين أن يستغلوا فترات الركود في البحث العلمي و التفكير البناء، و لعل من المفيد التواصل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بمجال عملك و تقديم بعض النصح، أو الإقتراحات لبعض الدراسات أو المشاريع، لا سيما و أن الحكومات عادة ما تبحث عن فرص إبداعية لتحرك الإقتصاد في أثناء قترات الركود الإقتصادي.

 

سحر المدينة الشرقية

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬470 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 11 أبريل 2015

سحر المدينة

الاسبوع الماضي تمت دعوتي لإلقاء محاضرة بعنوان “سحر العمارة الشرقية” من قبل مجموعة (رحلة) @RU7LA ، و هي أحد المجموعات الشبابية الرائدة في مجال التراث و العمارة في دولة الكويت. و حيث أنني أهتم بالتخطيط الحضري فقد حورت عنوان الحلقة النقاشية إلى “سحر المدينة الشرقية”، و ذلك إيماناً مني بأن المدينة هي مصدر السحر و أن العمارة إنما تزهو متى ما كانت المدينة ساحرة.
و قد بدأت الحديث بشرح أهمية المدينة بالنسبة لمستخدميها، و سردت أربعة أسباب أساسية تجعل من المدينة ذات أهمية خاصة، و هي:
• أن المدينة هي صانعة الفرص الوظيفية.
• أن المدينة هي أهم موقع للتواصل و التفاعل الإجتماعي.
• أن المدينة تحمل بصمة التاريخ.
• أن المدينة تعبر عن هوية المجتمع.
و في سبيل هذه الحلقة النقاشية، فقد بينت أن جوانب السحر في المدينة الشرقية يتلخص بالتالي:
1. التخطيط السليم.
2. تنوع الأنشطة.
3. الإنفتاح الإجتماعي.
4. العفوية الحميدة.
5. المشاة أولاً.
6. التصميم العمراني.
7. الواجهات الحية.
و مما لا شك فيه من بأن هذه القائمة مبدئية و قابلة للتنقيح و الإضافة.
إلا أن الحلقة كانت ممتعة و النقاش أثرى الفكر بخصوص أهمية المدينة و سحر المدن التاريخية و كيف يمكننا أن نستقي منها دروساً لتخطيط المدن العصرية.
فشكراً لمجموعة رحلة و شكراً للقائمين عليها و الحضور.

المشاركة ليست خياراً

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬607 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 1 فبراير 2014
الرابط الدائم لـِ المشاركة ليست خياراً

نتفق جميعاً بأن البلد يعاني من العديد من المشكلات و نختلف في أساليب الحل أو في إلقاء اللوم على المتسبب الرئيس لتفاقم المشاكل. و على الرغم من تطاول أمد الأزمات إلا أنه و حتى هذه اللحظة و على الرغم من تعاقب الحكومات و تغيير المسئولين و متخذي القرارات، إلا أننا لا نرى أي مؤشرات توحي بأن حلولاً ستلوح في الأمد القريب. و ما أردت أن أشير إلية في هذا المقال بأن اليوم لم يعد بمقدور الحكومات وحدها وضع حلول لكافة المشاكل. و أصبح من المسلم به ضرورة مشاركة عامة الناس في تقييم الوضع العام و المساهمة في وضع الحلول. و تشير العديد من الدراسات إلى أن هناك العديد من الفوائد التي تجنى من مشاركة الجمهور و منها:

1) حصول التجاوب السريع مع الحلول الموضوعه. فيجب تعريف الناس بالأهداف و صناعة هدف مشترك يحفز الجمهور و يشحذ الهمم.

2) تعويض النقص الناتج عن مشاركة قطاع كبير من المختصين عن الحياة السياسية. فهناك العديد من المتميزين الذين لا يسمع صوتهم بسبب عزوفهم عن المشاركة في العمليات السياسية التقليدية. و إذا لم تعمل الحكومة على دعوة العامة للمشاركة فإنها بذلك تخسر فرص إيجاد الكفاءات الغير ظاهرة.

3) المساعدة في تنمية الرأس المال الاجتماعي “و هو ما يعرف كــ مصدر للفعل الجمعي كالعلاقات و الصداقات و العضوية في شبكات اجتماعية و التي تعود بفوائد عديدة للمجتع ككل”. و إن رأس المال الإجتماعي هذا عامل أساسي في دفع عجلة التنمية في كافة الميادين.

و هناك خمسة وسائل و أدوات يمكن أن تستخدمها الدولة لحث الناس على المشاركة:

أولاً: الإعلام:

الدولة تعمل بمعزل عن الناس و يغيب عن الكثيرين التفاصيل التي تخص المشاريع و أساليب تطويرها و العوائق التي تعترضها و لذا فإنه من الضروري أن تعمل الحكومة بشكل أكبر على شفافية إعلامها و على تقوية الجانب الإعلامي الشفاف الذي يعرض للشعب كيفية اتخاذ القرار و خطوات المشاريع و أي عقبات إن وجدت و من المتسبب بها و كيفية تجاوزها و هذا بلا شك سيساهم بشكل ما في حل المشاكل.

ثانياً: الإستشارة:

يجب أن تعقد الحكومة جلسات حوارية و ورش عمل يتم من خلالها دعوة كل من له اهتمام و حث المواطن العادي للمشاركة بها و يتم من خلال هذه الجلسات التشاور مع الجمهور و السماع لآرائهم لأنهم المستخدم النهائي لأي خدمة. الواقع الحالي يؤكد ضعف التشاور مع ذوي الاختصاص في بلد يملك العديد من ذوي الخبرة و ممن تم تهميشهم بفعل البيروقراطية الحكومية. مع التأكيد على أن الكثير منهم لا يعملون في القطاع الحكومي و لا يحتكون مع الدوائر الخاصة لمتخذي القرار.

ثالثاً: المشاركة في صناعة القرار:

كما أنه من المفيد أن تعمل الحكومة على إشراك عامة الناس في عملية اتخاذ القرار. فالمشاركة في صناعة القرار تعني المشاركة في تحمل المسئولية. و من خلالها تصنع الحكومة شركاء بدلاً من زبائن غاضبين أو خصوم. كثيراً ما تتسرع الحكومة في اتخاذ قرارت أو مشاريع، و لا تلجأ لتلمس رأي الجمهور و المستخدم النهائي للخدمة أو المشروع. و الحكومة بذلك تصتطدم بخيبات الفشل و عدم الرضى العام.

رابعاً: المشاركة العملية:

يجب أن يفتح الباب للمشاركة العملية. و يجب أن ترحب الحكومة بأصحاب المبادرات الفردية و أصحاب الفكر و الخبرة. و أن تتاح لهم الفرصة بالمشاركة الفاعلة في إنجاز مشاريع الدولة التي تسعى لرفاهية المجتمع. و الواقع يشير أن العديد من يمتلكون مواهب و قدرات و أفكار إبداعية لا يمكنهم الوصول لمتخذي القرار و تقديم مقترحاتهم، و إسماع صوتهم.

خامساً: المشاركة بالدعم و التمكين:

يجب أن تعمل الدولة على مشاركة المواطن و دعمه لتحقيق أهدافه و مساعدة و تمكين من يسعى منهم. يجب أن تفكر الحكومة في المواطن البسيط و أن تعطي أولوية لمن يسعى لتغيير واقعه بالعمل و الجد و أن تمد يد العون لمن يحتاج الدعم للنجاح و تجاوز العقبات.

و أخيراً، نؤكد أن الحكومة وحدها و أدواتها التقليدية لا يمكن أن توجد حلول و دون السعي الصادق لحث الجمهور على المشاركة الفاعلة لن تتمكن الحكومة من حل المشكلات أو الإنجاز بفاعلية. بل ستبقى في دوامة تقديم خدمات مخيبة للآمال لمستخدمين غير راضين و ستبقى الخصم بدلاً من أن تكون القائد و الشريك.