خصائص البيئة العمرانية لدولة الكويت
مصنف فى :مقالاتفي سياق محاولة التعليق على الوضع العمراني لمدينة الكويت و سيعياً لتطويره فلابد أن نبدأ برسم صورة للتحول الذي طال مدينة الكويت منذ إكتشاف النفط و النقلة نحو الاستقلال و بناء الدولة الحديثة. و القارئ للواقع العمراني لدولة الكويت يجد أنه يسير باتجاه محدد نحو النمو الكمي المتسارع و الذي يغفل العديد من النواحي النوعية (Qualitative). و هنا يمكننا و باختصار سرد خصائص البيئة الحضرية لدولة الكويت:
- تحول تدريجي و مستمر نحو الاستعمال الواحد (zoning) و فصل الإستعمالات.
- النمو السريع و المفكك و الذي قاد إلى الاعتماد الكلي على السيارات للتنقل و الحركة.
- غياب رؤية حضرية واضحة لخلق طابع أو هوية مميزة للمدينة.
- تبني نموذج المنزل الغربي الذي أصبح الدارج و المفضل للكويتيين. عوضاً عن نموذج المساكن العربية ذات الأحواش الداخلية التي كانت سائدة قبل فترة الستينات.
- تطور المباني و ما صاحبها من تقنيات حديثة كالوسائل تكييف الهواء و وسائل الاتصالات و خلافها.
- نمو دخل الفراد و الاسر و وفرة المال الفائض الذي شجع ثقافة الاستهلاك و أدى إلى نشوء العديد من المشاريع التجارية و الاسواق بأنواعها لا سيما تلك التي تسعى للكسب السريع دون أن يكون لها قيمة حقيقية تضيفها للاقتصاد أو البيئة العمرنية.
و إنه لمن المؤسف لدولة غنية الموارد، صغيرة الحجم و محدودة السكان و شبه معدومة العوائق و التحديات أن تسيئ إدارة النمو الحضري و أن تنتج بيئة حضرية فاشلة كالتي نراها اليوم في مدينة الكويت. و على ما يبدو فإنه و مع تقدم الوقت أضحت عملية التوسع العمراني و توفير القدر الأكبر من المساكن الشغل الشاغل للعاملين في قطاعات الاسكان و التخطيط. كما أن التخطيط أضحى عبارة عن عملية ردة أفعال للمشاكل القائمة و أصبحت المساحات في المدينة تستقطع بشكل شبه عشوائي لتوسعة الطرق و بناء مواقف السيارات و محطات الكهرباء و غيرها من الخدمات و التي و إن كانت مهمة لم يتم دمجها بشكل مناسب يحقق النمو المنشود.
و إذ نلقي الضوء على أهم الخصائص العمرانية للكويت كما هي اليوم، فنأمل أنه و من خلال فهم أوسع للوضع الحالي يمكننا رسم صورة افضل لما نود أن نراه لمستقبل مدينة الكويت و ضواحيها.