الرئيسية » مقالات / عام جديد … و أسلوب جديد

عام جديد … و أسلوب جديد

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬661 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 2 يناير 2013

مع بداية العام الجديد، علينا أن نجدد التساؤل عن حال العمارة و تصميم المدن …

نستقبل العام و كافة المدن العربية من المحيط إلى الخليج .. الثرية منها و الفقيرة … الكثيفة منها و المتناثرة … تعاني من مشكلات حقيقية و تبتعد بإضطراد عن الشكل المنشود للبيئة الحضرية.

و من المؤسف أننا مازلنا نحاول أن نعالج مشكلاتنا بذات الأدوات التقنية الجافة التي أثبتت فشلها … و بعد قرون من التطور التقني الملحوظ … نجد إشكالات مدننا تراوح مكانها إن لم تتفاقم و تزداد سوءاً و قتامة.إن دراسة المدن يجب أن تبنى على أسلوب مختلف يحرر العقل من القيود الهيكلية التي فرضتها المناهج التقليدية العقيمة. و يجب أن تنطلق من مفاهيم الحداثة الحقيقية التي تُعرف بكونها حركة خلق مستمرة قائمة على البحث الدائم و العطش لكل ما هو جديد.

و هنا أود أن أقتبس من مقال للأستاذ نسيم نوري، سرد به مجموع مظاهر الحداثة الشعرية أردت أن أسقطها على عمليات الإبداع في تصميم و تخطيط المدن، و أخترت منها أربعة جوانب هي الإنسان و الإبداع و التحرر و الرفض.

أولاً: مركزية الإنسان:

يجب أن يكون الإنسان هو محور إهتمام المصمم و المخطط. و إن إقامة القرارات بناءاً على مدى ملائمتها و خدمتها للإنسان … كل إنسان … لا على الحركة المرورية و لا على الإقتصاد و لا على خدمة الحاكم.

ثانياً: السعي للإبداع:

يجب أن نعطي مجالاً للإبداع، و أن لا نخشى من تجربة الجديد … علينا أن نتوقف عن تكرار الحلول التقليدية … و أن نتحرر من أمان المُجرب.

ثالثاً: الموقف المتحرر من التراث:

إن إعتزازنا بالتراث لا يعني التشبث الأعمى به، علينا أن نسعى لتحقيق “الإنفصال النوعي ’عن التراث’ أو محاولة صهر الماضي و الحاضر ليصبح ’العمل الإبداعي’ مادة الدخول للمستقبل” ص 252.

رابعاً: رفض الواقع:

إننا لم نصل إلى ما توصلنا إليه إلا بعد أن رفض أجدادنا واقعهم … و لكي نتمكن اليوم من إحداث أي تغيير إيجابي فعلينا أن نشجع هذا الرفض و أن نعبر عنه بمختلف الوسائل … “الدعوة إلى التملل من واقع ما، قد يكون عبثياً أو يتضمن في حقيقته دعوة إلى الهدم، و ليس هناك من تغيير لا يسبقه رفض.”  ص 252.

و ختاماً فإن مركزية الإنسان و تشجيع الإبداع و دعم التحرر و رفض الواقع … هي مفاتيح التقدم لكل العلوم و المجالات، و دون الخةض في أغوارها لن ترى مدننا أي تحسن ملموس.

  • المصدر: نسيم خوري. الحداثة و حركة الخلق المستمرة. الحداثة في المجتمع العربي: القيم، الفكر، الفن. 2008.

+ وسوم الموضوع :

إكتب تعليقك