أرشيف الوسم: shopping

مدينة البعد الواحد

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬024 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 6 مارس 2018
الرابط الدائم لـِ مدينة البعد الواحد

مع الحداثة والتَّقدم تتبنى مُدنُنا نماذج عالمية في الإدارة والتخطيط، وتفقد الكثير من ميزاتها وتتحول تدريجياً إلى ما يمكن أن نطلق عليه (مدينة البعد الواحد).

ومدينة البعد الواحد مدينة شرسة تكون الحياة فيها قاسية، فيما يلي أتطرق لبعض صفاتها:

في مدينة البعد الواحد يكون الاقتصاد هو القائد، والمحرك، وهو المرجعية، ويؤكد على أسبقيَّة البعد المادي على الإنسان، وفي مدنية البعد الواحد يكون النُّمو الكمي هو الأهم، وتكون المصلحة المادية هي الأساس، وتتحول المدينة كلها إلى مصنعٍ منتجٍ، أو سوقٍ للاستهلاك، وتعمل يد الاقتصاد الخفية على ضبط إيقاع الحياة في المدينة، وفي هذه المدينة تُعطى الأولوية للعلاقات التعاقدية على العلاقات الإنسانية، وقد يظن الفرد في هذه المدينة أنَّه حرٌّ، حيث أنَّ مجال الاستهلاك واسعٌ، ولكنَّ الواقع يؤكد أنَّه مقيَّدٌ محدودٌ بالخيار الوظيفي إلى أبعد حدٍّ، غير قادر على النقد والاحتجاج وليس أمام الفرد سوى التَّكيُّف مع الأمر الواقع.

إنَّ مدينة البعد الواحد تسعى للتَّنمِيط في كل مناحي الحياة، وتلغي بالتالي شخصية الأفراد وهوياتهم الخاصة، وتؤمن بأنَّ هناك حلولاً علميةً وهندسيةً يمكن تعميمها على الجميع، وبالتالي فهي تحارب التَّميُّز والتَّفرُّد والتَّمييز، وتعرف ظاهرة التنميط ” بأنَّ كثير من المنتجات الحضارية تصبح متشابهة ونمطية؛ بسبب الإنتاج الصناعي السلعي الآلي الضَّخم … والتَّنمِيط في المنتجات الحضارية يُؤدِّي إلى تنميط في أسلوب الحياة العامة والخاصة”.*

فالتَّنمِيط بالتالي يقضي على الإنسان وحريته، والإنسان بطبيعته يحاول مقاومة إجراءات التنميط والاحتجاج عليها من خلال كسر القوانين واللُّجوء للعنف والإدمان وحتى الانتحار في بعض الأحيان !

والمدينة قد تسعى للتَّنمِيط تحت شعارات العدالة أو التنظيم، ولكنَّ الواقع يؤكد أنَّ التَّنمِيط هو أحد أدوات هيمنة السوق والاقتصاد وروح البعد الواحد على المدينة.

فمدينة البعد الواحد تتغول على المجال العام والخاص، وتعمل على تضييق مساحات حرية الأفراد، وتنحصر مجالات التعبير فيها على الاستهلاك، والتعبير عن الأملاك، ويتمُّ فيها تهميش الروحانيات والثقافة الرَّصِينة والتعبيرات السياسية والاجتماعية.

كما أنَّ من سمات مدينة البعد الواحد، تسلُّط البيروقراطية، حيث يتوه الإنسان بين مجموعةٍ متشابكةٍ من الإجراءات الدقيقة والمعقدة، ويشعر بأنَّه نكرةٌ غير قادرٍ على التَّأثير في المواقف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المحيطة به، ويشعر بالعجز التام إزاء ما يتعرَّض له من ظلمٍ، لا سيما عجزه في مواجهة هذه الإجراءات التي تعمل على هدر جهده ووقته في معاملات قد لا يدرك مغزاها، وتتفاقم معاناته وهو يرى وقته يضيع، مع أنَّه أثمن ما يملك.

ولعلِّي في المقالات القادمة أتطرَّق في تفصيلٍ أكثر لكلِّ سمةٍ من سمات مدن البعد الواحد.

 

*بعض الأفكار مستوحاة من كتب الدكتور عبدالوهاب المسيري.

One-Dimensional Cities

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 1٬002 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 6 مارس 2018
الرابط الدائم لـِ One-Dimensional Cities

As modernization and progress occurs, cities adopt global management and planning methods, and doing so, they lose many of their unique characteristics — gradually transforming into one-dimensional cities. These cities are cruel, and living in them becomes extraordinarily harsh. The following article explores the characteristics intrinsic of one-dimensional cities.

In one-dimensional cities, the economy is the leader, driving force, and reference of success. As a result, economic practices assume priority over the material — and subsequently, over the human. In one-dimensional cities, economic growth proves more important than true societal development. The material interest is the basis, and the entire city transforms into a factory or a marketplace of endless consumption.

The invisible hand of the market adjusts the rhythm of life in the city, and priority is given to contractual relations over human relations. The individual might think that he/she is free — where consumption choices are vast — but in reality, the individual is constrained to only functional choices. In turn, the individual becomes unable to critique, protest and is only allowed to operate within the status quo.

One-dimensional cities seek to standardize all aspect of life, cancelling out an individual’s character and identities. It believes that there exist a scientific and engineering solution to every problem, and these solutions can be applied to all. As such, one-dimensional cities resist and eliminate uniqueness, individualism and specificity.

The standardization phenomenon can be defined where “many of the civilization’s products are alike and standardized through manufacturing production techniques… [,] and this standardization of civil products leads to the standardization of public and private lifestyle”*

Standardization, in consequence, eliminates the human and his/her freedom. Due to their nature, humans make attempts to resist the process of standardization by protesting acts that break the law, violence, addiction, and even suicide! This city might seek to standardization under the slogan of justice or planning; but standardization is one of the tools of the market and the one-dimensional city.

The one-dimensional city invades the private and the public sector and works to reduce their freedoms, as expression is only permitted through consumption and ownership. The spiritual, cultural and socio-political dimensions are also marginalized.

Another characteristic of one-dimensional cities is its sway of bureaucratic procedures — where the individual is lost between a web of complicated and fine procedures, feeling worthless and unable to influence surrounding social, political and economic factors. The individual feels complete deficiency against the injustice faced, including facing the incomprehensible procedures indicative of one-dimensional cities that waste time and effort. Consequently, suffering upsurges as time — an individual’s most valuable asset — is squandered and consumed by one-dimensional cities.

In the following articles, I shall go in detail in every character of these.

*Some of these  ideas are inspired by Dr. Abdulwahab Al Missiri’s books.

إيحاءات عمرانية من موسم السياحة

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 850 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 20 سبتمبر 2017
الرابط الدائم لـِ إيحاءات عمرانية من موسم السياحة

مع انتهاء موسم الاجازات، وعودة الكثير من المسافرين من رحلاتهم السياحية، يتبادر إلى الذِّهن سؤال مهم حول العوامل التي تجذبُ السائحَ الخليجيَّ إلى مكانٍ ما، وإلى الإعجاب الكبير الذي يبديه ببعض العواصم السياحية.

إنَّ البهجة التي يجدها السائحُ الخليجيُّ قد تكون ناتجةً عن الراحة والاستجمام والاستمتاع بعطلةٍ منَ العملِ، ورتابة الحياة اليومية، ولكنِّي أظنُّ أنَّ الأمر يعدو ذلك.

 

فإنَّ عواصمَ السياحةِ تمتلك مميزاتٍ خاصةٍ مكَّنتها من تَبَوُّؤِ هذه المكانة: منها ما هو طبيعي بحكم موقعها الجغرافي، والذي حباها بأجواءَ معتدلةٍ تجذب الباحثين عن الجوِّ البارد، أو الشواطئ المشمسة ذات الحرارة المعتدلة. كما أنَّ الموقع المركزي يُسهل ربط هذه المدن بالعديد من المواقع ويسهل وصول أفواج السائحين إليها. كما أنَّ للتاريخ أهميةٌ كبيرةٌ، فالمدن العريقة بما تضمه من آثارٍ عمرانيةٍ شاهدةٍ، وصورةٍ مزروعةٍ في وجدان الناس تعمل على تقوية الجذب السياحي؛ فالقاهرة وروما وأثينا ولندن وباريس وغيرها، كانت عواصمَ الدنيا في فتراتٍ زمنيةٍ، ومنها اتُخِذت قراراتٌ، وجرت فيها أحداثٌ غيَّرت مجرى التاريخ. هذه الأماكن تمتلك ألقــاً يُميزها عن غيرها.

 

كما لا يُغفل الجانبُ الثقافيُّ، والذي يعمل على تعزيز مكانة المدن؛ فعندما يقوم الفنانون برسم مشاهدَ مدينةٍ ما، فإنها تُخلَّد في الذاكرة.

وعندما يكتب عنها الشعراء والرواة، فإنها تزهو في خيال القرّاء، كما هو الحال مع كاتدرائية نوتيردام في مدينةِ باريسَ، التي جاء ذكرها كمكانٍ رئيسيٍّ في رواية أحدب نوتردام للكاتب فيكتور هيوغو.

وعندما تكونُ المدينةُ موقعاً لتصوير أحداث الأفلام السينمائية المشهورة؛ فإنها تتألق في أذهان المشاهدين كذلك، كما في فيلم صوت الموسيقى والذي صُوِّرت أحداثه في مدينة سالسبورغ والمناطق المحيطة بها.

 

ولكن، إنَّني أرغبُ تسليطِ الضَوء على مجموعة العوامل العمرانية التي تُساهم بفاعليةٍ في تعزيز مكانة المدن سياحياً، ومنها:

– إنَّ أهم هذه العوامل هو الأمان وسلطة القانون التي تعطي الزائر إحساساً بالإطمئان.

– الانفتاح الاجتماعي الذي يرحب بأفواج الزائرين ويعاملهم معاملةً حسنةً.

– التنوع الاجتماعي الذي تحظى به هذه المدن، وتَقَبُّلها لمختلف الأجناس، والأعراق، وأصحاب الميول.

– ومن العوامل المرئية: التنظيم والنظافة، اللتان تعكسان تقدمَ البلد وشعبه، كما يعمل على إضفاء مناظرَ جماليةٍ لمختلف أرجاء المدينة.

– كذلك إنَّ وجود المعالم التاريخية منها والحديثة، واللتان تحملان معانٍ عميقة تعمل على تعزيز مكانة المدن ورونقها السياحي.

فمن جهة هناك العديد من المدن التي تضم الكثير من المباني الحديثة، إلا أنَّها خاليةً من المعنى، ولا تعبر إلا عن التَّضخم الاقتصادي وثقافة الاستهلاك النهمة، وهذه بلا شك لا تضيف الكثير لمدنها.

– كما أنَّ المدن التي تحترم المشاة، وتوفر لهم ممرات آمنةٍ ومتصلةٍ ومستمرةٍ، وتجعل هذه الممرات ممتعةً للمشي، وللقيام بالعديد من الأنشطة، تُعد أكثر المدن الناجحة سياحياً.

لا شك أنَّ أحد أسرار افتتان السائح الخليجي بلندن أو باريس أو بيروت أو إسطنبول أو غيرها، هو المجال العام المفتوح والذي يفتقده في بلده، حيث يجد أنَّ هذا المجال الآمن يمكنه أن ينطلق بطمأنينة، وأن يترك أبناءه وأفراد عائلته من التحرك بحريةٍ بدون الحاجة للاعتماد على المركبة الخاصة التي تعد عدوَّ الحياة الأول.

– كذلك فإنَّ المطاعم والمقاهي المفتوحة ذات الإطلالات الجميلة، والتي ترتبط بالطريق الرئيسية ويتمكن فيها الفرد من مشاهدة الحياة اليومية للسكان، وتذوق طبيعة الحياة المختلفة، تُغني المدينة وتعزز من مكانتها السياحية.

 

هذه نقاطٌ عامةٌ للتفكر، ولعلنا نتمكن أن نطبق منها في مُدننا.

مركز تجاري … يقتلك

مصنف فى :مقالات
  • زيارات : 3٬465 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 25 ديسمبر 2012
الرابط الدائم لـِ مركز تجاري … يقتلك

إهتزت مشاعر الكويتيين بسماع خبر حدوث جريمة مريعة في مركز تجاري مكتظ و خلال عطلة نهاية الاسبوع و أثناء ساعات الذروة و على مرأى و مسمع من المارة و المتسوقين.

http://www.alqabas-kw.com/Article.aspx?id=844334 &date=23122012

لم تعتد البلد على حدوث مثل هذه الجرائم البشعة، كما لم يكن من المتوقع حدوثها في مجمع الأفنيوز الذي يعد أحد أرقى المجمعات التجارية في الكويت. و بعد تداول حيثيات الجريمة … لم يكد يُصدق الناس أن دافع القاتل كان خلافاً على موقف سيارة !!! كامل الموضوع