الرئيسية » فيديو / الكيـــــــان الليّــــــن للمدينـــــــــة

الكيـــــــان الليّــــــن للمدينـــــــــة

مصنف فى :فيديو
  • زيارات : 585 | تعليقات : 0
  • بتاريخ : 20 نوفمبر 2019

بعد فوز إنريكي بينالوسا  (Enrique Penalosa)بمنصب عمدة مدينة باجوتا، عاصمة كولومبيا، (Bagota) بين عامي 1998م و2001م، تمكن من إحداث تغييرات جذرية خلال مدة قصيرة نسبياً لم تتجاوز ثلاثة سنوات. كانت باجوتا مدينة فاسدة، وملوثة، وخطرة، وفاشلة. ولكن، أصبحت بفضل توجهات بينالوسا مدينة آمنة، وحيوية، وناجحة نسبياً.

تمكن بينالوسا خلال فترة إدارته من إنشاء بنك الأرض لدعم المحتاجين وتشييد أكثر من ألف ومائتين حديقة عامة، ومائة حضانة، وخمسين مدرسة، وعشرات المكتبات العامة، وشبكة للدراجات الهوائية، ومشروع حافلات النقل العام الاستثنائي.

وبدأ بطرح السؤال التالي حين أدرك شح الموارد التي تمتلكها مدينته وبلده “كولومبيا”: “هل تُنقذ المدينة العاطلة من خلال إصلاح مكوناتها المادية (Hardware) أم بإصلاح مكوناتها غير الملموسة (Software)؟ ”

المدينة مكونة من هاردوير: أي من مكونات مادية، مثل: الفراغات، والأمكنة العامة، والبنى التحتية، والمباني، وغيرها، ومن سوفتوير: أي مكونات لينة غير ملموسة، مثل: ممارسات الأفراد وأخلاقهم، ونظم التخطيط والإدارة، وقوانين البناء، والتصميم الحضري.

وإن كنا في الكويت نفخر لكوننا من أوائل دول المنطقة العربية تطبيقاً لأنظمة التخطيط الحضري الحديثة، إلا أننا ركزنا كثيراً على تطوير الهاردوير وأهملنا السوفتوير. فقد أتاحت لنا الوفرة المادية استسهال الإنفاق غير الرشيد. وأحياناً يكون الثراء عبئاً، فهو يؤدي إلى الكسل، وعدم الاكتراث، والهدر، وسوء التخطيط! ومن الملاحظ أننا ننفق بسخاء على البنى التحتية والمباني، إلا أن قيمة المشاريع لا تتناسب مع عوائدها. ولا تبرح المشاريع أن تتدهور من جراء سوء الاستخدام أو سوء التوظيف.

وهذا يدعونا إلى إعادة التفكير في إعادة توزيع الإنفاق وإعادة ترتيب جهود التنمية، حيث يبدو أننا بحاجة إلى تحديث برمجياتنا وكياناتنا اللينة من خلال:

  1. استحداث خطط تنموية ذكية وديناميكية وفق أولويات واضحة.
  2. رفع مستوى الشعور بالمواطنة، الأمر الذي سيؤدي إلى مشاركة فعالة في اتخاذ القرارات، وحرص المواطنين على الأملاك العامة، والعناية بالفراغات العامة.
  3. تحسين أنظمة البناء والتخطيط العمراني، حيث أنها غير ملموسة لكنها تحدد كل ما نبنيه وبالتالي تؤثر على أسلوب حياتنا.
  4. تطوير أنظمة إدارة المرافق بما يتماشى مع أحدث الأنظمة، مما سيصون استثماراتنا الكبيرة في مجالات البنية التحتية والمباني.

بالنسبة للمدن، يجب أن يتم تطوير السوفتوير والهاردوير بالتوازي. ويجب أن نحقق توازناً دقيقاً بين الاثنين معاً، ومتى ما تم كسر هذا التوازن فإن النتائج ستكون وخيمة. ففي حالة الكويت، من الواضح بأن برمجياتنا وكياناتنا الليّنة قديمة وغير فعّالة ولم تعد متوافقة.

+ وسوم الموضوع :

إكتب تعليقك